grade2424

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الصف الثاني الإعدادي 4


    مقارنة الشعر العربي بالشعر الأوروبي

    avatar
    Ahmed


    المساهمات : 18
    تاريخ التسجيل : 26/03/2009

    مقارنة الشعر العربي بالشعر الأوروبي Empty مقارنة الشعر العربي بالشعر الأوروبي

    مُساهمة  Ahmed الإثنين مارس 30, 2009 11:48 am

    أول مقارنة بين الشعر العربي والشعر الأوروبي....


    --------------------------------------------------------------------------------


    مع أول مقارنة بين الشعر العربي والشعر الأوربي
    للكاتب و المفكّر المغربي عباس أرحيلة


    تمهيد:


    اصطدمت النهضة العربية الحديثة بالحضارة الغربية بكل مظاهرها، وبدأ التعرف على التجربة الأوربية في الأدب والنقد في لغاتها أو مترجمة إلى غيرها من اللغات. وذهب الرواد الأوائل في ميدان النقد الأدبي يبحثون عن قيم نقدية في التراث، ويتطلعون إلى استنبات قيم جديدة من النقد الأوربي لتطعيم نقدنا العربي وتقويمه، وبلورة قضاياه.

    وأقف عند محاولة لرائد مُجَدِّد في النقد العربي، تناول فيها صاحبها المقارنة بين الشعر العربي والشعر الأوربي، وسعى فيها إلى تحديد مواضع الاتفاق والاختلاف بينها. وتتمثل هذه المحاولة في أقدم مقال في النقد العربي الحديث، عنوانه ( مقابلة بين الشعر العربي والشعر الإفرنجي)، للشيخ نجيب حداد، وقد مر على كتابته أكثر من قرن.



    أولا: الشيخ نجيب حداد(1867 – 1899م)(1):


    أديب وُلد في بيروت، والدتُه بنت الشيخ ناصيف اليازجي (1800 – 1871م)، تلقى نجيب عن خاليه إبراهيم وخليل اليازجييْن، ورضع لبان النظم والنثر منهما، كما قيل. هاجر إلى مصر، وهو صغير السن، فأدخله ذووه إحدى مدارس الإسكندرية، فأتقن اللغة الفرنسية. وأصبح محررا بجريدة (الأهرام) بالإسكندرية، وهو في الخامسة عشرة من عمره، واعتزلها سنة 1894م، وأنشأ جريدة (لسان العرب) بالإسكندرية، وتولى رئاسة تحريرها.

    عرَّبَ كثيراً من الروايات والمسرحيات الفرنسية، طُبعت كلها، وترك ديوان شعر سماه (ديوان الماضي). وكان المسرح في طور نشأته، فغذاه نجيب بروايات تمثيلية عديدة، كان لها أحسن وقع في النفوس، وطغت على مسارح الشرق العربي(2).

    توفي في عنفوان شبابه، في الثانية والثلاثين، من عمره سنة 1899م.

    وقد اعتبره مصطفى لطفي المنفلوطي(1924م) من أحسن كُتاب هذا العصر، وهو عنده شاعر من أرق شعرائه، ومترجم من أقدر المترجمين على الترجمة السهلة الفصيحة السائغة، وقال:" ولقد مر على وفاته يضع سنين، ولم أرَ بين السوريين والمصريين من سلك مسلكَه في ترجمة الروايات"(3).

    واعتبره مارون عبود (1886 – 1962م) من أساطين كُتاب المقالة.



    ثانيا: منطلقات قبل المقارنة بين الشعريْن



    أ – مفهوم الشعر:


    مهَّد للمقارنة بين الشعريْن بثماني تعريفات في فقرة واحدة، قال:

    1 – الشعر هو الفن الذي ينقل الفكر من عالم الحس إلى عالم الخيال.

    2 – وهو الكلام الذي يُصوّر أرقّ مشاعر القلوب على أبدع مثال.

    3 – وهو الحقيقة التي تلبِسُ أحياناً أثواب المجاز.

    4 – وهو المعنى الكبير الذي تُبرزه الأفكار في أحسن قوالب الإيجاز.

    5 – وهو أحفى وِجدانات النفس، تتمثل للمرء فيحسبها سهلة، وهي في منتهى الإبداع والإعجاز.

    6 - وهو الأنّةُ التي تخرج من قلب الثكلان، والنغمة التي يترنّح لترديدها الطروب النشوان، والشكوى التي تخفف لوعة الشاكي، ويأنس بها المحب الولهان.

    7 – بل هو الحكمة يجدها الحكيم، فيُبرزها بما يليق بها من محاسن اللفظ، ويوازن بين أجزائها موازنةً تُحبب ورودها على الأذن، وتُقرِّب منالَها من الحفظ.

    8 – وهو الجمال تراه العين فتحب أن تحفظ ذكراه، وتُبقيه صورة ماثلة يراه بها من لم يكن يراه[ ص126 – 127].

    يلاحظ أن هذه التعريفات مستقاة من مصادر أجنبية، وإن لم يكشف عناها نجيب الحداد. ومجمل هذه التعريفات ( نقل، تصوير، مجاز، إيجاز، تعبير عن أحاسيس النفس، حكمة، جمال)، أراد بها الحداد أن يستوعب جوانب العملية الشعرية من حيث المضامين وطرق إبلاغها وتأديتها، والتعبير عنها فنيا وجماليا، حتى تظل ماثلة في الوجدان والخيال.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 7:43 pm