grade2424

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الصف الثاني الإعدادي 4


2 مشترك

    دموع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم \\

    avatar
    فريج قطر


    المساهمات : 112
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    دموع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم \\ Empty دموع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم \

    مُساهمة  فريج قطر الإثنين أبريل 06, 2009 2:34 am

    ..{ السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته ..

    البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ، : { وأنه هو أضحك وأبكى } ( النجم : 43 ) ،

    فبه تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ، والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .

    ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله ،

    حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة ،

    فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر .

    ودموع النبي لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ،

    ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ،

    والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .

    فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي صلى الله عليه وسلم

    شاهدةً بتعظيمه لربّه وتوقيره لمولاه ،

    وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ،

    ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد

    فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء –

    وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه - " رواه النسائي .

    وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر

    فتقول : " قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال :

    ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ،

    فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ،

    ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ،

    ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ،

    وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال :

    يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟

    فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان .

    وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ،

    روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - :

    ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ،

    فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية :

    { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا }(النساء : 41 )

    فقال : ( حسبك الآن ) ، فالتفتّ إليه ،

    فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .

    كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ،

    فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة ،

    فجلس على شفير القبر – أي طرفه - ، فبكى حتى بلّ الثرى ،

    ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة ،

    وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ،

    ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.

    وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ،

    كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل :

    { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ،

    ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .

    وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين

    وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله :

    " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد .

    وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم -

    يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى ،

    : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } ( الأنفال : 67 )

    حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.

    ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ،

    كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله

    عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ،

    فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .

    فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى

    وقال : ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه.

    ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه

    بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم .

    ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ،

    لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب

    وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – - الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ،

    وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم .

    ويذكر أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة

    رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام :

    ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .

    ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ،

    ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ،

    بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى .

    دمتـم برعـآيـة الله ..}
    __________________
    avatar
    RA3Y MZAG


    المساهمات : 260
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    دموع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم \\ Empty رد: دموع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم \\

    مُساهمة  RA3Y MZAG الإثنين أبريل 06, 2009 10:16 am

    شكرا

    جزيلا ...

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 10:21 am