رابعاً: تتحجج بعض الداعيات بوجود بعض الآثام والذنوب، فتخشى من أن تكون ممن يقولون مالا يفعلون.
فالجواب: أنه يجب على الداعية إصلاح نفسها قبل غيرها، وهذا الشعور هو بداية العلاج؛لأن معرفة الخطأ أول درجات علاجه، لكن هذه هي الحجة التي لبَّس بها إبليس على كثير من الناس وخاصة الدعاة فصدتهم عن تبليغ دين الله - تعالى - ، وعلاجها كالتالي:
أ- أختي الداعية عليك بكثرة الاستغفار، والتوبة إلى الله - تعالى - من أي ذنب تقترفينه.
ب- إن وجود الذنوب والمعاصي لا تمنع الدعوة إلى الله تعالى،فمن منا ليس بينه وبين الله زلات، كلنا يقع منه الخطأ والزلل، وليس من شروط الدعوة العصمة، فالعصمة تكون للأنبياء والرسل - عليهم السلام - فيما يبلغون به عن الله - تعالى -؛ فلا تجعليِ الشيطان يستثمر ذنوبكِ فيصدكِ عن تبليغ دين ربكِ عز وجل، ولا يضركِ تقصيركِ ما دمتِ مخلصةً في نصحك حريصةً على تكميل نفسكِ وغيركِ، فالسعي في التكميل كمال، ومن الذي لا يخلو من النقائص، ولو ترك الناس النصح بحجة التقصير لما بقي ناصح على وجه الأرض، وصدق من قال:
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد
وهذه الشبهة قد شكا منها الدعاة قديما وحديثاً، فعندما قال الإمام الحسن البصري لمطرف بن عبدالله- رحمهما الله تعالى - عظ أصحابك؛ فقال مطرف: إني أخاف أن أقول ما لا أفعل، قال الحسن: يرحمك الله، وأيُّنا يفعل ما يقول؟ يود الشيطان أنه قد ظفر بهذا، فلم يأمر بمعروف ولم ينه عن منكر).
وعلق الإمام الطبري على قول الحسن فقال وأما من قال : لا يأمر بالمعروف إلا من ليست فيه وصمة، فإن أراد أنه الأولى فجيد، وإلاّ فيستلزم سدّ باب الأمر بالمعروف إذا لم يكن هناك غيره). الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(1/408)
قال الدكتور فضل إلهي ظهير لا يُفهم أننا لا نرى بأساً في ترك المعروف وفعل المنكر للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، بل نؤكد أنه يجب عليه فعل المعروف وترك المنكر، و أنه يعرض نفسه لغضب الله تعالى عند التساهل في هذا، ونقرر أيضاً بأنه ينبغي أن يكون أول فاعل لما يأمر به، وأول تارك لما ينهى عنه كما كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
غاية ما في الأمر أن فعل المعروف وترك المنكر ليس شرطاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يُقال لمن أمر بالمعروف ولم يفعله أو نهى عن المنكر وفعله : لا تأمر بالمعروف ولا تنه عن المنكر، بل نقول له: استمر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واتق الله تعالى في نفسك فمرها بالمعروف وانهها عن المنكر).
إن الانجراف خلف هذه الشبهة يعطل الدعوة إلى الله ويحرم الناس الخير، فعلى الداعية الدعوة ومجاهدة نفسها على ترك ذنوبها.
وقال ابن حزمولو لم ينه عن الشر إلا من ليس فيه منه شيء، ولا أمر بالخير إلا من استوعبه لما نهى أحد عن شر، ولا أمر بخير بعد النبي ) .الأخلاق والسير لابن حزم(ص:92)
ت- كثرة المحاسبة للنفس، فإن هذه طريقة ناجعة لعلاجها من أخطائها ومعاصيها.
ث- كثرة اللجوء إلى الله بالهداية، ومغفرة الذنوب.
فالجواب: أنه يجب على الداعية إصلاح نفسها قبل غيرها، وهذا الشعور هو بداية العلاج؛لأن معرفة الخطأ أول درجات علاجه، لكن هذه هي الحجة التي لبَّس بها إبليس على كثير من الناس وخاصة الدعاة فصدتهم عن تبليغ دين الله - تعالى - ، وعلاجها كالتالي:
أ- أختي الداعية عليك بكثرة الاستغفار، والتوبة إلى الله - تعالى - من أي ذنب تقترفينه.
ب- إن وجود الذنوب والمعاصي لا تمنع الدعوة إلى الله تعالى،فمن منا ليس بينه وبين الله زلات، كلنا يقع منه الخطأ والزلل، وليس من شروط الدعوة العصمة، فالعصمة تكون للأنبياء والرسل - عليهم السلام - فيما يبلغون به عن الله - تعالى -؛ فلا تجعليِ الشيطان يستثمر ذنوبكِ فيصدكِ عن تبليغ دين ربكِ عز وجل، ولا يضركِ تقصيركِ ما دمتِ مخلصةً في نصحك حريصةً على تكميل نفسكِ وغيركِ، فالسعي في التكميل كمال، ومن الذي لا يخلو من النقائص، ولو ترك الناس النصح بحجة التقصير لما بقي ناصح على وجه الأرض، وصدق من قال:
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد
وهذه الشبهة قد شكا منها الدعاة قديما وحديثاً، فعندما قال الإمام الحسن البصري لمطرف بن عبدالله- رحمهما الله تعالى - عظ أصحابك؛ فقال مطرف: إني أخاف أن أقول ما لا أفعل، قال الحسن: يرحمك الله، وأيُّنا يفعل ما يقول؟ يود الشيطان أنه قد ظفر بهذا، فلم يأمر بمعروف ولم ينه عن منكر).
وعلق الإمام الطبري على قول الحسن فقال وأما من قال : لا يأمر بالمعروف إلا من ليست فيه وصمة، فإن أراد أنه الأولى فجيد، وإلاّ فيستلزم سدّ باب الأمر بالمعروف إذا لم يكن هناك غيره). الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(1/408)
قال الدكتور فضل إلهي ظهير لا يُفهم أننا لا نرى بأساً في ترك المعروف وفعل المنكر للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، بل نؤكد أنه يجب عليه فعل المعروف وترك المنكر، و أنه يعرض نفسه لغضب الله تعالى عند التساهل في هذا، ونقرر أيضاً بأنه ينبغي أن يكون أول فاعل لما يأمر به، وأول تارك لما ينهى عنه كما كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
غاية ما في الأمر أن فعل المعروف وترك المنكر ليس شرطاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يُقال لمن أمر بالمعروف ولم يفعله أو نهى عن المنكر وفعله : لا تأمر بالمعروف ولا تنه عن المنكر، بل نقول له: استمر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واتق الله تعالى في نفسك فمرها بالمعروف وانهها عن المنكر).
إن الانجراف خلف هذه الشبهة يعطل الدعوة إلى الله ويحرم الناس الخير، فعلى الداعية الدعوة ومجاهدة نفسها على ترك ذنوبها.
وقال ابن حزمولو لم ينه عن الشر إلا من ليس فيه منه شيء، ولا أمر بالخير إلا من استوعبه لما نهى أحد عن شر، ولا أمر بخير بعد النبي ) .الأخلاق والسير لابن حزم(ص:92)
ت- كثرة المحاسبة للنفس، فإن هذه طريقة ناجعة لعلاجها من أخطائها ومعاصيها.
ث- كثرة اللجوء إلى الله بالهداية، ومغفرة الذنوب.