أين هم الآن نجوم الكرة بعد الشهرة؟
لاعب سعودي يغسل الأموات وآخر يمتهن الأمن الصناعي نجوم سوريا يبيعون العرقسوس والعصير والآيس كريم حارس مصر من بائع كبدة لتاجر أثاث
الرياض، القاهرة، دمشق: عبدالله الفراج، علاء المنياوي، بسام جميدة
ملأ نجوم الرياضة الدنيا وشغلوا الناس لفترات، لكن العمر الرياضي القصير نسبياً سرعان ما أحال هؤلاء إلى رفوف النسيان، فوجد بعضهم نفسه مغسل أموات، وآخر بائع عرقسوس، وثالث سائق تاكسي، ورابع ضمن كوكبة رجال الأمن الصناعي الذين يعملون في الملاعب والدوائر الحكومية والقطاع الخاص.
وتفاوتت درجة الوعي بالغد المقبل بين هؤلاء النجوم، فمنهم من عمل مبكراً على تأمين المستقبل، ومنهم من سها فوجد نفسه يعاني شظف العيش ويجبر على ممارسة مهنة أو الركون لوظيفية حكومية براتب متواضع.
ولأنهم يؤمنون جيداً أن كرة القدم غدارة، وأن النجومية زائلة، ولأنهم أخذوا من سلفهم العبرة والعظة، لم يكن غريباً على الإطلاق أن يتفرغ غالبية نجوم الكرة المصرية وحتى قبل اعتزالهم اللعبة إلى تأمين مستقبل أسرهم، وهو ما لم ينتبه له كثير من نجوم الكرتين السعودية والسورية، ولذلك اختلف الحال بين الطرفين، ففي وقت بات فيه نجوم الكرة المصرية شركاء سواء علناً أو سراً في عدد من المشروعات التي تدر لهم دخلاً مالياً يفوق دخلهم من كرة القدم، بقي السعوديون والسوريون بعيدين عن طريق مثل هذه الأبواب.
مغسل أموات
لم تمض قصص نهايات نجوم كرة القدم السعودية على شكل مؤساوي دائماً، فقد نجح بعضهم في استثمار نجوميته وكثرة ترحاله وسفره في التأسيس لعمل مستقبلي، وهو ما فعله النجمان محمد عبدالجواد وصالح السلومي اللذان حصلا على ترخيص للعمل وسيطي تعاقدات كروية، وهو ما فعله كذلك النجم سامي الجابر الذي بات شريكاً في شركة هاتريك للتعاقدات والأنشطة الرياضية.
واستفاد بعض النجوم من دراستهم الأكاديمية حيث تحولوا للعمل في الجامعات أو باتوا رجال أعمال بارزين وبينهم الدكتور عبدالرزاق أبو داوود والدكتور خالد التركي والدكتور صلاح السقا والدكتور عبدالرحمن القحطاني والدكتور إبراهيم الجوير (عضو مجلس الشورى السابق) والدكتور إبراهيم البابطين والدكتور خالد الرشيد، ورجلا الأعمال إبراهيم اليوسف الذي يملك سلسلة مطاعم ومصنعاً للألمنيوم وبدر المطوع، فيما يمتلك حارس الهلال السابق خالد الدايل قناة فضائية إسلامية.
في المقابل اختار حارس مرمى الرياض والمنتخب السعودي الأسبق إبراهيم الحلوة الذي سطر اسمه في التاريخ في أول حضور سعودي في مونديال أمريكا 1994 نشاطاً يبدو بعيداً جداً عن عالم الكرة، حيث أصبح أحد أشهر مغسلي الأموات في أحد جوامع الرياض، مفضلاً القيام بهذه المهمة بعيداً عن أي نشاط دنيوي آخر.
وكل يوم يندب الحلوة عدم تأمين مستقبل اللاعبين الكرويين الذين ودعوا الكرة دون أن يكون لهم مصدر دخل ثابت, وتأمين صحي لهم ولأسرهم.
بدوره يقف على قارعة أحد شوارع العاصمة لاعب منتخب الشباب والأولمبي وفريق النصر الكروي الأول السابق طلال الفردوس عارضاً بضاعته تحت أشعة الشمس كل يوم ليسد حاجته وحاجة أسرته، بعد أن لعبت ظروف خارجة عن إرادته أن يكون بائع خضار متجولاً بسيارته في شوارع وميادين العاصمة، بعد أن كان المدرج الأصفر يقوم مع كل هجمة يقودها لهز شباك المنافسين.
وهنا يتطابق عدد من اللاعبين في المهمة الوظيفية التي انخرطوا بها بعد مشوار حافل من النجومية والشهرة، وتتلخص تلك المهمة بقيامهم بأعمال الأمن الصناعي، ويتقدمهم الدولي عبدالله سليمان الذي مازال يرسم لغزاً محيراً بعدما استطاع تكوين ثروة مالية جيدة، خلاف الحصة المالية التي كسبها بعد انتقاله من الأهلي للهلال, وجاء دخوله لهذا المجال بعد أن أودع السجن قرابة عام ونيف نتيجة لمديونيات مالية, وإلى جانبه يقف في المهنة أشهر لاعبي فريق الرياض الكروي في حقبة التسعينيات الميلادية صالح النجراني الذي خلع رداء الشهرة وارتدى لباس الأمن الصناعي في إحدى الجامعات السعودية بالرياض.
ويبقى لاعب المنتخب والنصر الأسبق مصطفى إدريس حالة خاصة بعد أن قذف به نظام الاحتراف خارج أسوار وظيفته الحكومية الرسمية، حيث أغراه نظام الاحتراف ليقدم استقالته من العمل الحكومي العسكري، ليبقى في وضع معيشي صعب بعد أن لفظته الكرة خارج أسوار ناديه ليداهمه مرض السكري، حيث يعمل رجل أمن صناعي لإحدى الدوائر الحكومية.
وهناك من اللاعبين من أخذ في مزاولة النشاط التجاري البسيط الذي يوصله إلى حد الكفاف في العيش كالأنيق خالد مسعد الذي كان علماً من أعلام الكرة السعودية والذي انتهت حياته الكروية بفريق الاتحاد بعد أن نسق من نادية الأصلي الأهلي بعد أن كان أحد رموزه الكروية.
وفي المقابل كان لقائد المنتخب والهلال صالح النعيمة مستقبل اقتصادي أكثر من جيد، إلا أن طفرة سوق الأسهم السعودية في بداية انطلاقتها وأوج عزها نبذته بعيداً بعد سقوطها نتيجة لأزمات مالية متعددة، حيث قادته نحو الهاوية في الوضع المالي.
كما اتجه لاعب الاتحاد وهدافه الشهير صلاح المولد ولاعب الرائد وهدافه في أوقات سابقة محمد الحسين لمهنة خاصة في سبيل تتبع الكسب المباح من خلال امتهان خدمات توصيل المعلمات من بيوتهن إلى مدارسهن (بمحارم).
الحضري تاجر أثاث
توجه حارس مرمى مصر الأول عصام الحضري المحترف في سيون السويسري لاستثمار كونه أحد أبناء محافظة دمياط الشهيرة بصناعة الأثاث، فأسس عدة معارض في مسقط رأسه والعاصمة القاهرة تحمل جميعها اسم "الحضري"، ويبدو أن بدايته حينما عمل بائعاً علي عربة كبدة كانت ظرفاً قهرياً نبهه إلى ضرورة التنبه للمستقبل.
وكان توأم الكرة المصرية الشهير حسام وإبراهيم حسن أول من اتجه من نجوم الكرة بعد الاعتزال إلى الأعمال الخاصة، حيث افتتحا معرضاً للسيارات يحمل اسم "التوأم" أسفل العقار الذي يسكنانه في حي مدينة نصر بالقاهرة، قبل أن يفتتحا معرضاً آخر في حلوان جنوب العاصمة مسقط رأسيهما، فيما نجح قائد الأهلي المدافع شادي محمد في إقناع عدد كبير من زملائه في الأهلي والأندية الأخرى باقتحام عالم "البورصة"، وعلى الرغم من أنه تلقى ضربة موجعة في البداية إلا أنه لم يتراجع، ويتباهى الآن أمام الجميع أنه جنى أموالاً طائلة تفوق ما حصل عليه من كرة القدم طوال عمره.
والظاهرة الجديدة، ومع تدشين وظهور القنوات الفضائية الرياضية وغير الرياضية، توجه عدد من نجوم الكرة المشاهير بعد الاعتزال مباشرة لمجال التحليل الكروي في هذه الفضائيات، وهم يحصلون منها على أموال طائلة، ومن بين هؤلاء المشاهير لاعبو الزمالك السابقون جمال عبدالحميد وخالد الغندور وحازم أمام، ولاعبو الأهلي السابقون مجدي عبدالغني وأحمد شوبير ووليد صلاح وهادي خشبة وسيد عبدالحفيظ، ولاعب الإسماعيلي السابق محمد أبو جريشة ومعهم خالد بيبو وطارق السعيد.
لاعب سعودي يغسل الأموات وآخر يمتهن الأمن الصناعي نجوم سوريا يبيعون العرقسوس والعصير والآيس كريم حارس مصر من بائع كبدة لتاجر أثاث
الرياض، القاهرة، دمشق: عبدالله الفراج، علاء المنياوي، بسام جميدة
ملأ نجوم الرياضة الدنيا وشغلوا الناس لفترات، لكن العمر الرياضي القصير نسبياً سرعان ما أحال هؤلاء إلى رفوف النسيان، فوجد بعضهم نفسه مغسل أموات، وآخر بائع عرقسوس، وثالث سائق تاكسي، ورابع ضمن كوكبة رجال الأمن الصناعي الذين يعملون في الملاعب والدوائر الحكومية والقطاع الخاص.
وتفاوتت درجة الوعي بالغد المقبل بين هؤلاء النجوم، فمنهم من عمل مبكراً على تأمين المستقبل، ومنهم من سها فوجد نفسه يعاني شظف العيش ويجبر على ممارسة مهنة أو الركون لوظيفية حكومية براتب متواضع.
ولأنهم يؤمنون جيداً أن كرة القدم غدارة، وأن النجومية زائلة، ولأنهم أخذوا من سلفهم العبرة والعظة، لم يكن غريباً على الإطلاق أن يتفرغ غالبية نجوم الكرة المصرية وحتى قبل اعتزالهم اللعبة إلى تأمين مستقبل أسرهم، وهو ما لم ينتبه له كثير من نجوم الكرتين السعودية والسورية، ولذلك اختلف الحال بين الطرفين، ففي وقت بات فيه نجوم الكرة المصرية شركاء سواء علناً أو سراً في عدد من المشروعات التي تدر لهم دخلاً مالياً يفوق دخلهم من كرة القدم، بقي السعوديون والسوريون بعيدين عن طريق مثل هذه الأبواب.
مغسل أموات
لم تمض قصص نهايات نجوم كرة القدم السعودية على شكل مؤساوي دائماً، فقد نجح بعضهم في استثمار نجوميته وكثرة ترحاله وسفره في التأسيس لعمل مستقبلي، وهو ما فعله النجمان محمد عبدالجواد وصالح السلومي اللذان حصلا على ترخيص للعمل وسيطي تعاقدات كروية، وهو ما فعله كذلك النجم سامي الجابر الذي بات شريكاً في شركة هاتريك للتعاقدات والأنشطة الرياضية.
واستفاد بعض النجوم من دراستهم الأكاديمية حيث تحولوا للعمل في الجامعات أو باتوا رجال أعمال بارزين وبينهم الدكتور عبدالرزاق أبو داوود والدكتور خالد التركي والدكتور صلاح السقا والدكتور عبدالرحمن القحطاني والدكتور إبراهيم الجوير (عضو مجلس الشورى السابق) والدكتور إبراهيم البابطين والدكتور خالد الرشيد، ورجلا الأعمال إبراهيم اليوسف الذي يملك سلسلة مطاعم ومصنعاً للألمنيوم وبدر المطوع، فيما يمتلك حارس الهلال السابق خالد الدايل قناة فضائية إسلامية.
في المقابل اختار حارس مرمى الرياض والمنتخب السعودي الأسبق إبراهيم الحلوة الذي سطر اسمه في التاريخ في أول حضور سعودي في مونديال أمريكا 1994 نشاطاً يبدو بعيداً جداً عن عالم الكرة، حيث أصبح أحد أشهر مغسلي الأموات في أحد جوامع الرياض، مفضلاً القيام بهذه المهمة بعيداً عن أي نشاط دنيوي آخر.
وكل يوم يندب الحلوة عدم تأمين مستقبل اللاعبين الكرويين الذين ودعوا الكرة دون أن يكون لهم مصدر دخل ثابت, وتأمين صحي لهم ولأسرهم.
بدوره يقف على قارعة أحد شوارع العاصمة لاعب منتخب الشباب والأولمبي وفريق النصر الكروي الأول السابق طلال الفردوس عارضاً بضاعته تحت أشعة الشمس كل يوم ليسد حاجته وحاجة أسرته، بعد أن لعبت ظروف خارجة عن إرادته أن يكون بائع خضار متجولاً بسيارته في شوارع وميادين العاصمة، بعد أن كان المدرج الأصفر يقوم مع كل هجمة يقودها لهز شباك المنافسين.
وهنا يتطابق عدد من اللاعبين في المهمة الوظيفية التي انخرطوا بها بعد مشوار حافل من النجومية والشهرة، وتتلخص تلك المهمة بقيامهم بأعمال الأمن الصناعي، ويتقدمهم الدولي عبدالله سليمان الذي مازال يرسم لغزاً محيراً بعدما استطاع تكوين ثروة مالية جيدة، خلاف الحصة المالية التي كسبها بعد انتقاله من الأهلي للهلال, وجاء دخوله لهذا المجال بعد أن أودع السجن قرابة عام ونيف نتيجة لمديونيات مالية, وإلى جانبه يقف في المهنة أشهر لاعبي فريق الرياض الكروي في حقبة التسعينيات الميلادية صالح النجراني الذي خلع رداء الشهرة وارتدى لباس الأمن الصناعي في إحدى الجامعات السعودية بالرياض.
ويبقى لاعب المنتخب والنصر الأسبق مصطفى إدريس حالة خاصة بعد أن قذف به نظام الاحتراف خارج أسوار وظيفته الحكومية الرسمية، حيث أغراه نظام الاحتراف ليقدم استقالته من العمل الحكومي العسكري، ليبقى في وضع معيشي صعب بعد أن لفظته الكرة خارج أسوار ناديه ليداهمه مرض السكري، حيث يعمل رجل أمن صناعي لإحدى الدوائر الحكومية.
وهناك من اللاعبين من أخذ في مزاولة النشاط التجاري البسيط الذي يوصله إلى حد الكفاف في العيش كالأنيق خالد مسعد الذي كان علماً من أعلام الكرة السعودية والذي انتهت حياته الكروية بفريق الاتحاد بعد أن نسق من نادية الأصلي الأهلي بعد أن كان أحد رموزه الكروية.
وفي المقابل كان لقائد المنتخب والهلال صالح النعيمة مستقبل اقتصادي أكثر من جيد، إلا أن طفرة سوق الأسهم السعودية في بداية انطلاقتها وأوج عزها نبذته بعيداً بعد سقوطها نتيجة لأزمات مالية متعددة، حيث قادته نحو الهاوية في الوضع المالي.
كما اتجه لاعب الاتحاد وهدافه الشهير صلاح المولد ولاعب الرائد وهدافه في أوقات سابقة محمد الحسين لمهنة خاصة في سبيل تتبع الكسب المباح من خلال امتهان خدمات توصيل المعلمات من بيوتهن إلى مدارسهن (بمحارم).
الحضري تاجر أثاث
توجه حارس مرمى مصر الأول عصام الحضري المحترف في سيون السويسري لاستثمار كونه أحد أبناء محافظة دمياط الشهيرة بصناعة الأثاث، فأسس عدة معارض في مسقط رأسه والعاصمة القاهرة تحمل جميعها اسم "الحضري"، ويبدو أن بدايته حينما عمل بائعاً علي عربة كبدة كانت ظرفاً قهرياً نبهه إلى ضرورة التنبه للمستقبل.
وكان توأم الكرة المصرية الشهير حسام وإبراهيم حسن أول من اتجه من نجوم الكرة بعد الاعتزال إلى الأعمال الخاصة، حيث افتتحا معرضاً للسيارات يحمل اسم "التوأم" أسفل العقار الذي يسكنانه في حي مدينة نصر بالقاهرة، قبل أن يفتتحا معرضاً آخر في حلوان جنوب العاصمة مسقط رأسيهما، فيما نجح قائد الأهلي المدافع شادي محمد في إقناع عدد كبير من زملائه في الأهلي والأندية الأخرى باقتحام عالم "البورصة"، وعلى الرغم من أنه تلقى ضربة موجعة في البداية إلا أنه لم يتراجع، ويتباهى الآن أمام الجميع أنه جنى أموالاً طائلة تفوق ما حصل عليه من كرة القدم طوال عمره.
والظاهرة الجديدة، ومع تدشين وظهور القنوات الفضائية الرياضية وغير الرياضية، توجه عدد من نجوم الكرة المشاهير بعد الاعتزال مباشرة لمجال التحليل الكروي في هذه الفضائيات، وهم يحصلون منها على أموال طائلة، ومن بين هؤلاء المشاهير لاعبو الزمالك السابقون جمال عبدالحميد وخالد الغندور وحازم أمام، ولاعبو الأهلي السابقون مجدي عبدالغني وأحمد شوبير ووليد صلاح وهادي خشبة وسيد عبدالحفيظ، ولاعب الإسماعيلي السابق محمد أبو جريشة ومعهم خالد بيبو وطارق السعيد.